تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا *** وَأَيّامَ لا نَخشى عَلى اللَهوِ ناهِيا[
[بِثَمدينَ لاحَت نارُ لَيلى وَصُحبَتي *** بِذاتِ الغَضى تُزجي المَطِيَّ النَواجِيا
فَيا لَيلَ كَم مِن حاجَةٍ لي مُهِمَّةٍ *** إِذا جِئتُكُم بِاللَيلِ لَم أَدرِ ماهِيا
أَخافُ إِذا نَبَّأتُكُم أَن تَرِدِّني *** فَأَترُكَها ثِقلاً عَلَيَّ كَما هِيا
فَلَيتَكُمُ لَم تَعرِفوني وَلَيتَكُم *** تَخَلَّيتُ عَنكُم لا عَلَيَّ وَلا لِيا
خَليلَيَّ إِن بانوا بِلَيلى فَقَرِّبا*** لِيَ النَعشَ وَالأَكفانَ وَاِستَغفِرا لِيا
خَليلَيَّ لَيلى قُرَّةُ العَينِ فَاِطلُبا*** إِلى قُرَّةِ العَينَينِ تَشفى سَقامِيا
خَليلَيَّ لا وَاللَهِ لا أَملِكُ البُكا*** إِذا عَلَمٌ مِن آلِ لَيلى بَدا لِيا
خَليلَيَّ لا وَاللَهِ لا أَملِكُ الَّذي *** قَضى اللَهُ في لَيلى وَلا ما قَضى لِيا
قَضاها لِغَيري وَاِبتَلاني بِحُبِّها *** فَهَلّا بِشَيءٍ غَيرَ لَيلى اِبتَلانِيا
أَرى الدَهرَ وَالأَيامَ تَفنى وَتَنقَضي*** وَحُبُّكِ لا يَزدادُ إِلّا تَمادِيا
قَضى اللَهُ بِالمَعروفِ مِنها لِغَيرِنا *** وَبِالشَوقِ وَالإِبعادِ مِنها قَضى لِيا
فَإِن يَكُ فيكُم بَعلَ لَيلى فَإِنَّني *** وَذي العَرشِ قَد قَبَّلتُ لَيلى ثَمانِيا
إِذا اِكتَحَلَت عَيني بِعَينِكِ لَم نَزَل *** بِخَيرٍ وَأَجلَت غَمرَةً عَن فُؤادِيا
وَأَنتِ الَّتي إِن شِئتِ نَغَّصتِ عيشَتي *** وَإِن شِئتِ بَعدَ اللَهِ أَنعَمتِ بالِيا
وَإِنّي لَأَستَغشي وَما بِيَ نَعسَةٌ *** لَعَلَّ خَيالاً مِنكِ يَلقى خَيالِيا
وَإِنّي إِذا صَلَّيتُ وَجَّهتُ نَحوَها *** بِوَجهي وَإِن كانَ المُصَلّى وَرائِيا
وَما بِيَ إِشراكٌ وَلَكِنَّ حُبَّها *** كَعودِ الشَجى أَعيا الطَبيبَ المُداوِيا
أُصَلّي فَما أَدري إِذا ما ذَكَرتُها اِث *** نَتَينِ صَلَّيتُ الضُحى أَم ثَمانِيا
وَما جِئتَها أَبغي شِفائي بِنَظرَةٍ *** فَأُبصِرُها إِلّا اِنصَرَفتُ بِدائِيا
وَتُعرِضُ لَيلى عَن كَلامي كَأَنَّني *** قَتَلتُ لِلَيلى إِخوَةً وَمَوالِيا
بِيَ اليَومَ داءٌ لِلهِيامِ أَصابَني *** وَما مِثلُهُ داءً أَصابَ سَوائِيا
فَإِن تَمنَعوا لَيلى وَحُسنَ حَديثِها *** فَلَم تَمنَعوا عَنّي البُكا وَالقَوافِيا
يُلَوِّمُني اللوّامُ فيها جَهالَةً *** فَلَيتَ الهَوى بِاللائِمينَ مَكانِيا
وَلي مِثلُ ما في شِعرِ مَن كانَ ذا هَوىً *** يَبيتُ جَريحَ القَلبِ حَرّانَ ساهِيا
فَإِن يَكُ فيكُم بَعلَ لَيلى فَقُل لَهُ *** تَصَدَّق بِلَيلى طَيِّبِ النَفسِ راضِيا
فَأَشهَدُ عِندَ اللَهِ أَني أُحِبُّها *** فَهَذا لَها عِندي فَما عِندَها لِيا
ذَكَت نارُ شَوقي في فُؤادي فَأَصبَحَت *** لَها وَهَجٌ مُستَضرَمٌ في فُؤادِيا
فَهَذي شُهورُ الصَيفِ عَنّا قَدِ اِنقَضَت *** فَما لِلنَوى تَرمي بِلَيلى المَرامِيا
إِذا الحُبُّ أَضناني دَعوا لي طَبيبَهُم *** فَيا عَجَباً هَذا الطَبيبَ المُداوِيا
وَقالوا بِهِ داءٌ قَدَ اَعيا دَواؤُهُ *** وَقَد عَلِمَت نَفسي مَكانَ شِفائِيا
وَلا سُمِّيَت عِندي لَها مِن سَميَّةٍ *** مِنَ الناسِ إِلّا بَلَّ دَمعي رِدائِيا
خَليلَيَّ أَمّا حُبَّ لَيلى فَقاتِلٌ *** فَمَن لي بِلَيلى قَبلَ مَوتِ عَلانِيا
وَمِن أَجلِها سُمّيتُ مَجنونَ عامِرٍ *** فِداها مِنَ المَكروهِ نَفسي وَمالِيا
وَمَن قَد عَصَيتُ الناسَ فيهِ جَماعَةً *** وَصَرَّمتُ خِلّاني بِهِ وَجَفانِيا
وَمَن لَو رَأى الأَعداءَ يَكتَنِفونَني *** لَهُم غَرَضاً يَرمونَني لَرَمانِيا
وَلَم يُنسِني لَيلى اِفتِقارٌ وَلا غِنى *** وَلا تَوبَةٌ حَتّى اِحتَضَنتُ السَوارِيا
شَكَرتُ لِرَبّي إِذ رَأَيتُكِ نَظرَةً *** نَظَرتُ بِها لا شَكَّ تَشفي هُيامِيا
أَلا أَيُّها الواشي بِلَيلى أَلا تَرى *** إِلى مَن تَشيها أَو بِمَن جِئتُ واشِيا
عَلى مِثلِ لَيلى يَقتُلُ المَرءُ نَفسَهُ *** وَإِن كُنتُ مِن لَيلى عَلى اليَأسِ طاوِيا
بِيَ اليَأسُ أَو داءُ الهُيامِ أَصابَني *** فَإِيّاكَ عَنّي لا يَكُن بِكَ ما بِيا
دَعوني أَمُت غَمّاً وَهَمّاً وَكُربَةً *** أَيا وَيحَ قَلبي مَن بِهِ مِثلُ ما بِيا
مُعَذِّبَتي لَولاكِ ما كُنتُ هائِماً *** أَبيتُ سَخينَ العَينِ حَرّانَ باكِيا
مُعَذِّبَتي قَد طالَ وَجدي وَشَفَّني *** هَواكِ فَيا لِلناسِ قَلَّ عَزائِيا
مُعَذِّبَتي أَورَدتِني مَنهَلَ الرَدى *** وَأَخلَفتِ ظَنّي وَاِحتَرَمتِ وِصالِيا
فَقُلتُ نَسيمَ الريحَ أَدِّ تَحِيَّتي *** إِلَيها وَما قَد حَلَّ بي وَدَهانِيا
وَإِن مِتُّ مِن داءِ الصَبابَةِ أَبلِغا *** شَبيهَةَ ضَوءِ الشَمسِ مِنّي سَلامِيا